من قياسات عدسات التصوير بُعد العدسة عن حساس الكاميرا، ويُقاس هذا البعد بوحدة “ملم”، مثلا: عدسة ٥٠ ملم. كلما زاد بعد العدسة عن الحساس، اقتربت المشاهد وكبرت وضاقت زاوية الرؤية. وكلما اقتربت العدسة من الحساس، ابتعدت المشاهد وصغرت واتسعت زاوية الرؤية. هذا ما يجب معرفته حول أبعاد عدسات التصوير. ولكن بماذا تفيد هذه المعلومة إن لم يكن القارئ يملك كاميرا؟
في عالمنا الحالي، أصبح كل شخص تقريبًا يملك كاميرا في جواله. فالعدسات المثبتة في كاميرات الجوال لها أبعاد أيضًا، كما أنها أصبحت تختلف من جوال إلى آخر، فمثلًا آيفون ٨+ يحتوي على عدستين: الأولى ببعد ٢٨ ملم أما الثانية ببعد ٥٦ ملم تقريبًا. شركات مختلفة بدأت بتصنيع جوالاتها بعدستين مختلفة الأبعاد حتى تبعتها أبل، لماذا أبل اتبعت خطى هذه الشركات وماذا قدمت هذه الشركات للمستخدم؟
معلومة: يقال بأن نظر الإنسان أقرب ما يكون لعدسة ببعد ٥٠ ملم تقريبًا، لهذا ستجد أن العدسات بهذا البعد هي الأكثر انتشارًا على الإطلاق.
سنرى في الأسفل صور التقطتها لتوضيح تأثير أبعاد العدسات على صور يكون فيها العنصر الهدف بنفس المساحة والمكان في مساحة الصورة الكاملة:
- التقطت هذه الصورة ببعد 270 ملم.
- التقطت هذه الصورة ببعد 200 ملم.
- التقطت هذه الصورة ببعد 100 ملم
- التقطت هذه الصورة ببعد 50 ملم.
- التقطت هذه الصورة ببعد 35 ملم.
- أما هذه الصورة فقد التقطتها ببعد 12 ملم.
عند المقارنة بين هذه الصور الصور سنرى عددًا من الاختلافات:
- الأول: أن أبعاد السيارة اختلفت وبدت كأنها تطول من صورة إلى أخرى.
- الثاني: أن الأشجار التي في الخلف أخذت تصغر وتصغر.
- الثالث: أن الخطوط أصبحت منحنية تحديدًا في الصورة الأخيرة.
هذه أبرز الملاحظات حول هذه الصور. وهذا ما سيحدث تقريبًا في أي صورة تلتقطها بأبعاد مختلفة. فالعنصر الهدف سيصبح متسعًا أكثر، والعناصر في الخلفية ستصبح أكثر ولكنها كذلك ستصبح أصغر، والخطوط المستقيمة ستنحني أكثر كلما قصر بعد العدسة. والعكس كلما طال بعد العدسة.
لهذا، أصبحت صناعة عدستين في الجوال أمر مطلوب من قبل المستخدمين، حيث يعطيهم خيارات أكثر في التصوير، مما يسهل على المستخدم التقاط الصورة المثالية حسب رغبته.
ملاحظة: حاولت محاكاة هذه التجربة الموجودة على الأنترنت في أكثر من مصدر وتحديدًا في اليوتيوب، وقد تكون زاوية التصوير اختلفت من صورة إلى أخرى.