التصنيفات
العربية

لماذا أنا دب؟

في المملكة العربية السعودية، يطلق على الشخص السمين دُب، وحسب مؤشر كتلة الجسم الموجود في موقع وزارة الصحة فإنني أعاني من سمنة درجة أولى. وهذا أمرٌ دعاني للتساؤل: ماذا فعلت لأكون دبًا؟ أو ما الذي لم أعد أفعله لأكون نحيفًا كما كنت في طفولتي ومراهقتي؟ أدركت بعد هذه التساؤلات أن أسلوب حياتي هو بالضبط ما يمكن أن تصفه عن أسلوب حياة أي دب. لنرى أهم ما يميز أسلوب حياتي:

الطعام

أحب الطعام كثيرًا، كما أنني أحب الحديث عن الأطعمة وأحاول دائمًا مجالسة محبيها، وهذا أمر يعزز الشهية للأكل، وشهيتي للطعام كبيرة جدًا، وحين آكل لا أكتفي بما يغني عن جوع، بل لا أتوقف حتى أشبع، ومع أني سريع في الأكل إلّا أنني لا أشبع بسرعة، وهذا أمر ممتع حيث أنني أستمتع بأكبر كمية ممكنة من الطعام، أليس هذا أمرًا رائعًا؟ بالإضافة إلى أني حين أجوع، أصبح سريع الغضب وسيء المزاج وأصاب بالحموضة حتى آكل، لهذا أحاول دائمًا تجنب الجوع.

الرياضة

أكبر مجهود أبذله، هو حين أمشي من موقف سيارتي في العمل إلى مكتبي الذي يقع في الدور الثاني وأستعمل المصعد لأصل إليه، وهذا المشوار يأخذ عادة أقل من دقيقتين. أما عن الرياضة، ينصحني الكثير برياضة المشي، ولكنها من أكثر الرياضات المملة على الإطلاق، خصوصًا إذا كان في نفس المكان الذي تمشي فيه كل يوم. وأما الأندية الرياضية، فأكره حتى الحديث عنها، بالإضافة إلى العمل المتكرر الذي أقوم به خلال تسع ساعات زائدًا الطريق الذي يسرق مني ساعتين يوميًا ولا يتغير أو يتجدد، يُتوقع مني أن أقوم في النادي بأعمال متكررة لا تنتهي ومجهدة جدًا، غير أن الوقت في النادي يمضي بسرعة فلا تحس أن النادي سرق من يومك ساعتين أخرى. الحمدلله، ما زلت أحب لعب كرة القدم، وألعب خلال السنة عددًا من المرات. وهكذا، أنا دائمًا مرتاح ومستمتع بوقتي بلا إجهاد.

الأنظمة الغذائية

تصور أنك تعيش في عالم يكون أكلك بنظام محدد وصارم! لا يمكن تصور هذا العالم ببساطة، فالحمدلله في عالمنا الحاضر لا يمكن حصر خيارات الأطعمة، فاتباع نظام غذائي بمثابة تقييد للحريات وعزلة اجتماعية تفوق التصورات، لدرجة أن الجميع يتعاطف مع متبع النظام الغذائي ويدعوه للعشوائية الغذائية اللذيذة. نعم، إن عملية الأكل ألذ إن كانت عشوائية لا تتقيد بأي شيء على الإطلاق، كما أنها مزاجية يقودها الإحساس اللحظي وأحيانًا بعض المشاعر، فلا أمتع من أكل بروستد مع البطاطس المقلية حين تتراكم الهموم والمشاكل، بالإضافة إلى أن للأكل أوقات ومواسم، فمن الصعب مثلًا أن يأتي الشتاء ويذهب ولا يُؤكل “الحنيني”. باختصار، إن الأنظمة الغذائية تتنافى مع أسلوب حياتي الممتع.

الخلاصة

في إحدى الليالي و أثناء احتساء الشاي الأحمر بعد العشاء، سألني أحد الأصدقاء الذي كان في ذلك الوقت يعاني من زيادة الوزن فقط: “ماذا أفعل بهذا الوزن الزائد؟” ولم يكن في سؤاله الجدية والحماس لفعل أمر خطير وصعب كالرياضة، فأجبته ببساطة: “تَعايَش” وهذا ما أفعله وما يفعله هذا الصديق حتى هذه اللحظة. أنا دب وهذا هو أسلوب حياتي، وأظنك الآن عرفت كيف تصبح دبًا.

لحساب مؤشر كتلة الجسم:

https://www.moh.gov.sa/healthawareness/medicaltools/pages/bodymassindex.aspx

2 replies on “لماذا أنا دب؟”

الكثير منا في المملكة العربية السعودية يعاني من البدانة . لي اخ اصغر لديه زيادة وقدمت له اشتراكا في احد الاندية التي لاتستغرق في تمارينها اكثر من نصف ساعة .. وللاسف تفاجأت انه لم يذهب سوى مرة واحدة فقط

Liked by 1 person

أعتذر منك أخي العزيز، فلست مسؤولًا عن مشاكل المجتمع، وهذا المقال يتحدث عن حالتي الخاصة فقط.

إعجاب

رد

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s