الحمدلله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، ومن نعم الله علينا أن هدانا إلى الإسلام، ومن نعمه أيضًا كثرة المساجد في مدينة الرياض حتى إذا حان وقت الأذان فإن الإنسان في الرياض يسمع الأذان من أكثر من مسجد وهو في مكانه. ومع هذا فإن مدينة الرياض ما زالت تكبر وتتوسع وتتطور، ومعها يجب أن تتطور المساجد والمصليات.
مع تزايد عدد سكان مدينة الرياض فإن عدد قائدي السيارات يتزايد، وبالتالي فإن الحاجة للمواقف تتزايد أيضًا، والمساجد ليست مستثناة. وهذا أمر يسهل ملاحظته حيث تُشاهَد السيارات مركونة عشوائيًا خلف بعضها تمنع إحداها تحرك الأخرى، ويكون الموضوع أشد وقت صلاة الجمعة حتى أن بعض الشوارع تصبح مسدودة بالكامل. وقد يضع بعض سكان البيوت القريبة من المساجد لافتات أو حتى حواجز لمنع الوقوف أمام أبواب المنزل، خاصة بوابات السيارات. ومع أنها مشكلة تظهر في وقت قصير، إلا أنها مزعجة لسكان البيوت القريبة من المساجد.
في أحد المقاهي الكبيرة، حين يدخل وقت الصلاة يتم إغلاق المقهى والتوقف عن العمل، ويصلي العمال والزبائن في المصلى الذي تم تأسيسه داخل المقهى، وبعد الصلاة يعود الزبائن لجلساتهم ويعود العمال لعملهم، فلا يحتاجون جميعًا للخروج معًا والذهاب إلى المساجد الموجودة في الحواري السكنية، والتي سيضطر زبائن المقهى للبحث عنها بسيارتهم لأنهم لا يعلمون هل هي قريبة أم بعيدة، ومن ثم تحدث مشكلة المواقف المذكورة. ورغم ذلك، فإن هذا المقهى موجود أحد مجمعات المحلات التجارية المشهورة باسم “بلازا”، والذي لا يحتوي على حتى مصلى صغير يجمع فيه عمال المحلات وزبائنها والمارة في الطريق حيث يسهل رؤيته ويسهل الوصول إليه والخروج منه مع توفر المواقف.
يوجد في مدينة الرياض معرض للملابس الاقتصادية، وهذا المعرض كبير وشهير ويقصده الكثير من الناس يوميًا، وحين يدخل وقت الصلاة فإن هذا المعرض يتم إغلاقه ويخرج الزبائن الكثر منه للصلاة، ولكن عند المرور في ذلك الوقت، يسهل مشاهدة مجموعة كبيرة جدًا من النساء أمام المعرض لا يذهبن إلى المساجد. وعند التفكر في الأمر فذلك لسببين، الأول أنهن في الغالب لا يملكن وسيلة التنقل كالسيارات التي تسهل لهن الوصول للمساجد حتى وإن كانت بعيدة، والحمدلله قد تم السماح للنساء قيادة السيارات، ولكن السبب الثاني ما زال عائقًا، وهو أن أغلب المساجد لا تحتوي على مصلى للنساء ولا دورات مياه خاصة لهن، وذلك لأن المساجد في الغالب تكون في الحواري السكنية التي لا حاجة فيها لمصلى ودورات مياه نسائية حيث يصلين النساء في بيوتهن.
بهذا فإن الاقتراحات لتطوير المساجد والمصليات في مدينة الرياض هي تأسيس مساجد أو مصليات في المجمعات التجارية وخاصة المكتظة منها حيث تحد من مشكلة المواقف في الحواري السكنية غير المجهزة لها، وفي الطرق العامة والسريعة لتوفر سهولة الوصول والخروج منها مع تفادي أكبر قدر من الازدحام وتضييع الوقت، بالإضافة إلى تجهيزها التجهيز الكامل للنساء. كل ذلك يمكن تحقيقه بإذن الله بتظافر الجهود بين الجهات المختصة والأشخاص المعنيين والمهتمين بتسهيل حياة المصلين.