هل سُئلت هذا السؤال في صغرك؟ هل ابتسمت أو ضحكت بخجل لتجيب كما يجيب الجميع أن هوايتك لعب كرة القدم؟ هل سُئلت هذا السؤال حين كبرت؟ هل ابتسمت أو ضحكت بسخرية لتجيب أن هوايتك جمع الطوابع؟ إذا كانت الإجابات نعم، دعني أحدثك عن الهوايات قليلًا، واسأل نفسك في الختام: ما هواياتك؟
الهواية هي ما تفعله في وقت فراغك لهدف المتعة أو الراحة. بهذا التعريف المطلق تجد أن الهوايات لا حصر لها، وقد تتغير هواياتك مع مرور الزمن، وقد تكون هواياتك سهلة الشرح مثل ركوب الخيل، أو أكثر تعقيدًا وتحديدًا مثل قراءة الكتب التي تتحدث عن تاريخ الحرب العالمية الثانية.
ولفهم الهوايات أكثر، شاهد ما يفعله الآخرون في وقت فراغهم، ستجد أن الهواية لا تنحصر على الأمور البديهية كاللعب والقراءة وجمع الأشياء. فمثلًا من هوايات أبي: الاستيقاظ في الصباح وتحضير قهوته وما يرافقها من تمر وما شابه والاستمتاع بها، أما أخي بندر فهوايته المفضلة: الجلوس مع الآخرين وإحياء الجلسة بالمزاح والنكت وابتكار الأحداث المضحكة، في المقابل فمن هوايات أخي محمد التخطيط وقيادة رحلات السفر، أما عبدالله أخي فيمارس الفن ويهوى ابتكار وتصميم الشعارات.
وقد تكون الهواية لا تمارس إلا في ظروف معينة، فمثلًا حين نجتمع في “فيهق” خلال أيام العيد، يهوى عمي خالد جمع الأطفال والذهاب بهم إلى البقالة. وقد تكون الهواية بسيطة لكن لا يمارسها الشخص ببساطة، ففي وقتنا الحالي تنتشر ألعاب الجوال ويلعب بها الصغار والكبار، ولكن هواية راكان ابن عمي ليست أن يلعب بها كالآخرين فقط، بل أن يكون الأفضل فيها. وقد تكون الهوايات غير مفهومة للآخرين، فمثلًا من هوايات خالد ابن عمتي البحث عن المناسبات لجمع الناس وإعداد الولائم.
فلماذا إذًا يجب أن تعرف هواياتك؟ لاستغلال وقت فراغك الاستغلال الأمتع، والبحث عمن يشاركك الهواية، وتطوير هذه الهوايات والاستفادة منها إن أمكن. فالحمدلله نحن في زمن يملك فيه الإنسان الكثير من وقت الفراغ. لذلك دعني أسألك: ما هواياتك؟
عُمَر أحيانًا 