المعلومات الهامة عن الرحلة:
التاريخ: ٥\١٠\١٤٤٠هـ الموافق ٨\٦\٢٠١٩م
المسافة: ٩٥٠ كيلومتر تقريبًا.
المدة: ٩ ساعات تقريبًا.
الوقفات: ٣ مرات.
لطالما راودتني فكرة أن أقود سيارتي لساعات في طريق سريع وحيدًا، فحينها أكون حرًا لا يشغل بالي شيئا، إلا القيادة في الطريق المفتوح الذي لا أرى نهايته. ولكن، لم أقم بمثل هذه الرحلة من قبل لأنها مخاطرة لا فائدة منها، إلا حين أصبحت في وظيتي في مدينة جدة.
انطلقت من بيتنا قبيل صلاة الظهر في الرياض بعد أن لملمت أغراضي وودعت أمي وأبي. حين تبين لي الجسر المعلق من بعيد، راودني الشعور أني في رحلة طويلة لا سند لي فيها إلا الله، فدعوت دعاء السفر، وأن يحفظني الله في رحلتي ويحفظ أهلي وبيتنا. توقفت للمرة الأولى في المحطة التي يقع فيها مطعم البيك، لأصلي الظهر والعصر، وأزود السيارة بالوقود، واشتري لي طبق مسحب حراق أتغذى به في الطريق، وعلبتي ماء وعلبة بطاطس برينجلز.
انطلقت بعدها والسماء صافية لا تحجب عني أشعة الشمس الحارة ولكنها عمودية على السيارة لا تصل إلى وجهي وعيني مباشرة. بعد أن نزلت من طريق القدية الشهير. فتحت طبق المسحب الشهي، وبدأت أتلذذ بقطعه قطعة قطعة مع حبات البطاطس المقلي. وبعد أن شاهدت في لوحة مرورية أن سرعة الطريق ١٤٠ كيلومتر/ساعة، ثبت سرعة السيارة على هذه السرعة.
أسير في الطريق لا أشكو من شيء بفضل الله وأتأمل في طبيعة الأرض التي أقطعها، وهي كما أعرفها منذ سنين لم تتغير، رمال تعكس أشعة شمس الظهيرة. ولكن بدأت تتغير هذي الطبيعة عندما وصلت إلى محافظة القويعية، فبدأت برؤية التشكلات الصخرية التي تكسر منظر الرمال المتشابهة لتكون منظرًا جميلًا للعابرين. أما الأجمل، فكان تشكل سحب متفرقة في السماء حجبت عني أشعة الشمس لفترات متفرقة. استمريت في الطريق وبعد أن تجاوزت محافظة الرويضة. توقفت لتزويد السيارة بالوقود، والتزود بالماء والشاهي.
عندما بدأت اقترب من محافظة ظلم، لاحظت أن السحب المتفرقة أصبحت مجتمعة تحجب عني الشمس تمامًا. وبعد أن تجاوزت ظلم توقفت للمرة الثالثة للتزود بالوقود والأمور الأخرى. وبعد تحركي مرة أخرى، بدأ المطر بالهطول خفيفًا، ويشتد المطر تارة ويخف تارة ويتوقف تارة أخرى، وهنا حان وقت بطاطس برينجلز ليعيد لي النشاط والتركيز ويضيف لي متعة مع متعة الأجواء الجميلة. وهكذا حتى غابت الشمس وكسانا الليل على مشارف الطائف.
في الطائف بدأت الأمطار تشتد كثيرًا، والطرق تتحول من كونها سريعة مفتوحة إلى مكتظة مظلمة. وفي الطائف بعد أن كان الطريق واحدًا لا خيار فيه، أصبحت أمام خيارين، إما طريق السيل، أم طريق الهدا. واعتمادًا على خرائط جوجل اخترت طريق السيل، وما أصعبه من طريق، فالطريق مظلم والمطر لا يتوقف والجبال تحدنا من كل جانب، الطريق بالتفاف والتفاف لا استقامة فيه، والأرض تجمع مياه الأمطار وتصبح القيادة أصعب وأصعب.
بفضل الله تجاوزت طرق الطائف الوعرة، وعندما وصلت على مشارف مكة المكرمة، كان أمامي خيارين، إما أن أدخل مكة أو أن أذهب مع طريق غير المسلمين، وكانت خرائط جوجل تشير إلى طريق غير المسلمين، إلا أن مشورة أخي بندر الذي اتصل علي في وقت سابق حذرتني من طريق غير المسلمين. وقد أخذت بمشورة أخي ودخلت مكة.
في طرق مكة تحصلت على مخالفة سرعة في طريق كانت سرعته ٨٠ كيلومتر/ساعة، وهي المخالفة الوحيدة في الطريق، وفي الساعة التاسعة والنصف مساءً، وصلت إلى الفندق في مدينة جدة سالمًا آمنًا لا أشكو من شيء بفضل الله.