بدأت سنة ٢٠١٩م بثلاث أهداف بدت لي سهلة التحقيق، الهدف الأول كان أن تنتهي السنة وفي حسابي البنكي رصيد محدد، أما الهدف الثاني فكان أن أكتب ثلاثين مقالًا في هذه المدونة، ولأن الكاتب لا ينجح دونما قراءة، فقد كان الهدف الثالث أن أقرأ كتابًا كل شهر، وهكذا بدأتُ السنة.
انتهت السنة بعدم تحقيق أي من الأهداف الثلاث، وعدم الاقتراب من تحقيق أي من الأهداف الثالث، وعدم وجود أي دلائل أنني أستطيع تحقيق أي من هذه الأهداف في السنة الحالية، السنة الأولى في العقد الثالث من القرن من الجديد، سنة ٢٠٢٠م.
يُقال أن لغتنا العربية دقيقة لدرجة أننا إذا أردنا أن نتحدث عن سنة سعيدة يفضل أن نستخدم لفظ “عام”، أما لفظ “سنة” فهو للسنين السيئة، وقد اخترت لفظ “سنة” تعمدًا وإصرارًا، لأنها لم تكن سنة جيدة على العديد من الأصعدة، نبدأها بسم الله.
كم نسبة تحقق الأهداف الثلاث؟ هذا هو السؤال الأهم، وبالحديث عن الهدف الأول، فقد بدأت السنة برصيد يعادل ٢٠٪ تقريبًا من الهدف المنشود، والآن انتهت السنة برصيد يعادل ١٨٪ تقريبًا من الهدف المنشود، وهذه نتيجة محبطة جدًا جعلتني أتوقف عن متابعة وتسجيل حركة حساباتي النقدية. أما الهدف الثاني وهو كتابة ثلاثون مقالًا، الحقيقة أن الهدف كان أن أكتب خمسين مقالًا، إلا أنني غيرت الهدف عندما تذكرت أن السنة أقل من ٥٣ أسبوعًا فقط وأنني لا أكتب في صحيفة ما عمودًا أسبوعيًا، أما ما تحقق منها ١٤ مقالًا فقط، ترجمت مقالين منها إلى اللغة الإنجليزية، ومنها أيضًا، ثاني أنجح مقال في المدونة من حيث عدد المشاهدات التي ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، وهذه نتيجة لا تحقق الهدف وليست قريبة من تحقيقه لكن بها جانب من المواساة. ولعل الهدف الثالث كان الأقرب للتحقيق، فقد قرأت كتابًا على الأقل في سبع أو ثمان أشهر، في المقابل فإن عدد الكتب التي قرأتها قرابة الثلاثين، وهذا أمر جيد، غير أنها لم تكن منوعة بما يكفي، فقد قرأت كتابًا وحيدًا عن المحاسبة، وكتابًا وحيدًا عن التغذية، والبقية كانت مجموعة من الروايات التي كانت أغلبها روايات سعودية كتبت عنها في مقال: رحلة البحث في الروايات السعودية ٢٠١٨-٢٠١٩م، لذلك رغم أنني لم أحقق الهدف المنشود، ولكن النتيجة مرضية بعض الشيء.
وفي سنة ٢٠١٩م حدثت الكثير من التغيرات، التغير الأكبر كان انتقالي إلى مدينة جدة حيث وظيفتي الجديدة، وقد وجدت في جدة الراحة التي فقدتها في مدينة الرياض التي ما برحت تتوسع وتزدحم والناس يتراكمون على شوارعها التي ، وهذه الراحة مقابل حياتي الاجتماعية التي افتقدتها، وزيادة المسؤوليات الوظيفية التي أكرهها. أما التغير الأصغر فقد كان وزني، فرغم محاولتي السنوية في رمضان وسفري لمدة شهر في أنحاء المملكة المتحدة التي تجولت في كل اتجاهاتها، إلا أن وزني لم يتغير، وبالنظر إلى النصف الممتلئ من الكأس فإنني لم أكسب وزنًا إضافيًا. ومن التغيرات السيئة أنني لعبت كرة القدم أقل مما لعبت في عام ٢٠١٨م، في المقابل فإنني أنهيت آخر أسبوع في السنة بلعب مباراة لعبًا مذهلًا جدًا، حيث أبدعت في قطع التمريرات، والانتصار في المواجهات الفردية والجسدية مع المهاجمين واكتساب الكرة، والنجاح في بناء اللعب بهدوء، والتحرك بالكرة بأعصاب هادئة وبنظرة فاحصة واسعة، وصناعة الأهداف والتسجيل أيضًا، وأعتقد سبب هذا اللعب أنني أعاني من التهاب بسيط في أحد أعصاب الرأس مما جعلني أكثر هدوءًا وأقل توترًا.
هل كان ٢٠١٩م عامًا سعيدًا؟
لا، والسبب الرئيسي أنها سنة خالية من الإنجاز، ونهايتها غير مبشرة لبداية العام الجديد.
ما هي أهداف عام ٢٠٢٠م؟
إعادة أهداف ٢٠١٩م التي أرى أن تحقيقها يسهل من تحقيق أحلامي المستقبلية، إضافة إلى تنمية شخصيتي في العديد من الجوانب. علاوة على ذلك، سأحاول تكريس وقتًا أكثر لممارسة الرياضة ومن ضمنها بالطبع كرة القدم.
ماذا عنك عزيزي القارئ، هل كان عام ٢٠١٩م عامًا سعيدًا؟
6 replies on “تقرير سنة ٢٠١٩م، لا أعادها الله من سنة”
أزعم أنك كتبت هذا الموضوع وأنت محبط، مما غيّب إيجابيات العام المنصرم. أود أن تفكر مرة أخرى وتكتب النجوم المضيئة خلال العام. بغض النظر عن عدم تحقيق أهدافك المقررة مسبقاً.
يوجد شيء واحد أعرفه، وهو انتشار مقالك عن بطاقات الائتمان واستفادة الناس منها. أليس هذا شيء إيجابي؟
إعجابإعجاب
شكرًا لك جزيل الشكر لمتابعتك هذه المدونة. وتعليقًا على ما سؤالك: نعم هذا المقال كان أمرًا إيجابيًا وما زال، وقد ذكرت هذا في المقال، ولكن الأمور السلبية كانت أكثر، إضافة إلى نهاية السنة نهاية غير محببة، وقد يكون لها التأثير الأكبر في اختيار هذا العنوان. أكرر جزيل شكري لك.
إعجابإعجاب
نعم كان عام حافل و متعب ولاكن ولله الحمد و بوجودك و وجود كم شخص استطعت عبور هذه السنة و ايضاء مليئة ب الأمل ايضاء.
إعجابإعجاب
الحمدلله على قضائك لهذا الوقت الجميل أطال الله عمرك بالسعادة والعافية، آمين.
إعجابإعجاب
القمممم 2020 بتلعب فيك لعب
إعجابإعجاب
في أثناء القراءة جلست أفكر في 2020 وكوارثها ولقيت كومن فوقي مباشرة أضحكني بشدة 😀
إعجابإعجاب