هل سبق وودت أن تمارس رياضة نادرة ما يمارسها معارفك ونادرًا ما تُمارس في مجتمعك، مثل رياضة التنس الأرضي، فلو توفرت الأدوات مثل المضرب والكرة، فسيبقى الملعب المناسب لهذه الرياضة مفقودًا، أين تلعب التنس الأرضي في مدينتك؟ إن كنت محظوظًا وبحثت في موقع جوجل، ستجد موضوعًا فُتح منذ سنين على أحد المنتديات القديمة يتناول سؤالك، ويا لك من محظوظ إن كانت الإجابة على سؤالك موجودة ومتوافقة مع الزمن الحاضر. ماذا لو لم تجد الإجابة بعد بحثك البسيط، ولكن وجدتها بعد مشقة وعناء، ثم مارست هذه الرياضة النادرة، ألا تود مشاركة تجربتك مع المهتمين بها، لا مع معارفك الذين لن يبالوا أو في أحسن الأحوال ستكون تجربتك كأي حديث دار في مجلسكم؛ يُنسى بعد قليل. نشر التجارب والخبرات يقدم فائدة لأفراد المجتمع حيث تعم المعرفة، وقد يقدم فائدة عظيمة لشخص لديه سؤال عابر. ولكن الأهم، ماذا تستفيد من نشر تجربتك؟ وكيف تنشرها؟
فوائد نشر التجارب والخبرات متعددة ومتنوعة، وقد تهدف إلى فائدة وتصادف تحقيق أخرى. أما الفائدة الأولى فهي تقديم الخير بنشر المعرفة وتسهيل حياة الناس، مثل ما نراه من انتشار وصفات الطبخ، التي قد تصل إلى عائلة تأسست حديثًا فتقيهم شر تعلم الطبخ من الأخطاء. والفائدة الثانية ربحية، فإذا بدأت بنشر تجاربك وخبراتك في مجال محدد، سينجذب إلى منشوراتك عدد من الناس وحسب معطيات متعددة يختلف عدد الجمهور، وبالتالي فإنك قد تربح من جذبهم مباشرة عن طريق الإعلانات، أو بطرق غير مباشرة مثل توجيههم إلى تجارتك، مثلما وجدته في أحد مواقع تأجير سكن للمسافرين بأرخص الأسعار، وقد وصلت إلى الموقع لأنه ينشر مقالات عن أساليب السفر الرخيص. وقد تستفيد أيضًا بالتعرف على من يشاركونك الاهتمام، بالتالي تتبادل الخبرات معهم. وقد تستفيد من كل هذا معًا، وقد تحصل على فوائدًا أخرى لم أستطع ذكرها.
من أمثلة التجارب التي تستحق النشر، تجربة أحد معارفي في تطبيق وصفة البخاري المنتشرة التي حينما طبقها وجد أن نتيجتها تحتاج إلى تعديل لتصل إلى طعم البخاري الحقيقي، أو تجارب صديقي في رياضة المشي البري (الهايكنق) التي يمارسها على الأقل مرة كل شهر في أماكن لا تخطر على بال أحد، فلو قام بنشر مسار رحلته ومعلومات بسيطة، لأصبحت منشوراته الآن وجهة لكل محبي هذه الرياضة، بالإضافة إلى تجارب الأدوات المختلفة مثل الأدوات المنزلية أو المنتجات مثل الملابس والأحذية. ومن الخبرات التي يبحث عنها الجميع، الوصول والاستفادة من الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية والخاصة على حد سواء، أو مثلًا مشاركة الخبرات في إنشاء المنشآت التجارية المختلفة بتفاصيل تخفى عن العامة. كل هذه الأمور وغيرها يبحث عنها الناس يوميًا، وقد لا يصلون إلى إجابة، لأنك لم تنشر تجاربك حتى هذه اللحظة.
أما عن كيفية نشر تجاربك وخبراتك، فالطرق متعددة. الطريقة الأولى والأسهل، هي عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وإنستقرام، إذا كان منشورًا مكتوبًا أو يحتاج إلى إرفاق صورة ما، أو بمقطع مرئي عبر سنابشات، مع ملاحظة أن انتشار المقاطع المرئية أكبر من المنشورات المكتوبة. مشكلة منصات التواصل الإجتماعي أنها محددة الشكل، والجميع ينشر فيها منشورات مهمة وغير مهمة، لذلك فإن ما تنشره سيصبح من الماضي سريعًا جدًا. أما الطريقة الثانية، تكمن بنشر مقطع مرئي عبر منصة مثل اليوتيوب، يمتاز اليوتيوب بأن البحث فيه أفضل من غيره، لذلك تثق أن المهتمين سيصلون إلى مقطعك حتى بعد مرور الزمن. أما الطريقة الثالثة وهي الأفضل والأصعب نسبيًا، وهي إنشاء موقعك الخاص على الشبكة العنكبوتية، تمتاز هذه الطريقة بالاستفادة الكاملة من المحتوى من حيث الحقوق التي تخولك للربح المادي وغيره، بالإضافة إلى الحرية في تشكيل المنشور، ناهيك عن تصميم الموقع بالكامل بالطريقة التي تراها الأنسب للمستفيد، أما الفائدة الأهم، فهي الوصول الأسرع عبر بحث قوقل.
قد لا ترى أهمية الأمر الآن، حتى تبحث عن أمر لا تجد له مجيبًا -لا قدر الله- لذلك أنصحك بالبدء الآن، وتذكر أن الله يجازيك على نشر الخير ونفع الآخرين. أخيرًا، لا تخشى ألا يهتم الآخرين بتجاربك، فمرة كتبت مقالًا بعنوان “البولينج في الرياض“، لم يهتم أحد بهذا المقال، حتى بدأت بطولة للبولينج في مدينة الرياض، فأصبح للمقال أهمية وبدأ يتوافدون الناس إليه ليستفيدوا مما فيه.
هل بحثت مؤخرًا عن أمر لم تجد منشورًا عنه؟