عن لعبة البلوت

تاريخ لعبة البلوت مجهول من حيث المنشأ، ولكن أثرها في المجتمع السعودي واضح ومعلوم، وأعتقد أن لعبة البلوت دخلت عالم الشباب السعودي منذ عشرات السنين، ولكن المهم، ما سر صمود هذه اللعبة عبر السنين، رغم كثرة الألعاب الورقية وغير الورقية كالضومنة مثلًا؟

اللعب بنظامين

رغم أن اللعب بنظامين يزيد من صعوبة اللعبة، إلا أنه ما أضاف تميزًا لها، حيث جعلها متنوعة وأقل تكرارًا، فجلسة لمجموعة من الشباب لمدة ساعتين فأكثر، لا تُحتمل بلعبة غير متنوعة ومتجددة، فنظام الحكم يجعل الحاكم مسيطرًا أكثر على اللعبة، ولكن نظام الصن له مكاسب أكبر، هذه المعادلة المنطقية بين الربح والمخاطرة تزيد من متعة اللعبة.

التسجيل والحساب

هذا ما يميز اللعبة عن غيرها من الألعاب، فالأساس في اللعبة أن يكتسب اللاعب عددًا النقاط باكتساب الأوراق، ما جعل نظام المشاريع يرفع التنافسية في اللعبة، الذي يجعل اللاعب يكتسب نقاطًا بمجرد امتلاكه لأوراق متتالية أو متشابهة في بداية اللعبة، علاوة على تفاوت تقسيم النقاط بين الأوراق، فأوراق لا تُكسب اللاعب أي نقطة، والبقية إما أن تُكسبه نقطتين أو ثلاث أو أربع أو عشر أو إحدى عشرة أو أربع عشرة أو عشرين نقطة، هذا التفاوت في النقاط يجعل اللاعب يفكر في كمية النقاط المكتسبة لا كمية الأوراق، وهذا ما يمحي الحسبة الطفولة من اللعبة.

قرار الشراء

يمتلك كل لاعب في اللعبة ثمان أوراق، ولكن قبل ذلك يتم توزيع خمس أوراق، ويُلقى بورقة واحدة بين الجميع، وبترتيب معين، يُخير كل لاعب إن أراد شراء الورقة أو تركها، ولصعوبة هذا الاختيار، فإن السؤال يتكرر مرة ثانية إن لم يشتر أحد الورقة، وتكمن صعوبة شراء الورقة الملقاة مجموعة كبيرة من الأمور، أولها أنها مكشوفة للجميع، ثانيها أن المشتري يخسر كامل النقاط إذا لم يحقق ٥٠٪ فأكثر من نقاط اللعبة، ثالثها جهل ما يأتي من الأوراق تاليًا وما يمتلكه اللاعب الآخر في الفريق وجهل ما يمتلكه الفريق الخصم من الأوراق، وهذا الجهل يعزز روح المغامرة في اللعبة، ويفرق بين اللاعب الجريء والمتحفظ والمتلاعب، وقد ذُكر لي في مدح أحد اللاعبين المخضرمين أنه يستطيع معرفة أوراق جميع اللاعبين الآخرين من قرار الشراء.

هذه أبرز أسباب انتشار وصمود هذه اللعبة في الوسط السعودي، إضافة إلى أسباب أخرى مثل أن اللعبة تلعب بفريقين لا أربعة لاعبين متفرقين، و نظام الدبل الذي يجعل المتقدم بفرق عال لا يطمئن، فهل تتفق معي بأن هذه أبرز الأسباب أم ترى وجود أسباب أبرز منها؟