لماذا تبحث عن الشُّهرة؟

في السابق كان الحديث عن الشهرة خاصًا بالعاملين في مجال الترفيه، أما الآن فأصبح البحث عامًا وهو الوسيلة الأولى لتحقيق الغايات، فمثلا تجد الباحث عن عمل أو العامل أيضًا يبحث عن الشهرة في الأوساط الوظيفية مثل LinkedIn، فكيف إذًا يصل الباحث إلى هذه الشهرة المفيدة؟

بما أن الشهرة ليست الغاية، فعلى الشخص تحديد الغاية منها، حتى وإن كانت بحتة لكسب المال، فوسائل الشهرة الآن تعددت وتنوعت، وكذلك المشاهير، فقد وجد الكثير أن أحاديثه محببة للناس، وأن مجرد الحديث أو مشاركة اليوميات يمكن أن يكون مصدر رزق وفير، ولا بأس في هذا، وقد يبحث آخرون عن الشهرة لإيصال رسائل كالأدبية والثقافية أو نشر فن واهتمام، مثل راوي قصص التاريخ أو المهتم بالتصوير وتطوير الآخرين فيه، ولا بأس إن أصبحت وسيلة لكسب المال أيضًا.

أما كيف يصل الباحث عن الشهرة إليها أمر قد يكون في غاية التعقيد أو غاية البساطة، فكل ما على الباحث فعله في بادئ الأمر هو مشاركة ما يجيد القيام به مع الآخرين، فقد يجدونه محببًا جدًا وسهل النشر، فينتشر دون جهد يذكر، وقد لا يكون، فقد يكون ما يجيده الباحث هو النجارة وما يبتكر من أشكال إبداعية، ولكن القليل ممن يستمتع بهذه الابتكارات، ويفضل أن يحب الباحث ما يريد الشهرة به، لأنه سيستمر بالظهور أمام الناس وهو يكرر ما اشتُهِر له، وكذلك التجديد فإعادة ذات الأمر مرارًا وتكرارًا يُضعف الشهرة، ثم زرع الارتباط بالمتابعين الحاليين مما لا يدعهم ينسون أو يرحلون، ومشاركة جزء من حياة المشهور ليشعر المتابعون بالقرب من المشهور.

الذي يدعو الغارق في هاتفه لمتابعة هذا وذاك، ليس لجعلهم يزودونه بالإعلانات، ولكن لما وجد ما يرفه به عن نفسه أو يزوده بمعلومات جديدة أو من يجعله يرى العالم باختلافاته أو أمور كثيرة، والاستمرار في هذا، وإن رافقت هذه الشهرة إيصال رسالة ما، فقد تكون بسيطة جدًا كالدعوة لنشر التجارب، وهذه رسالة هذه المدونة ولكن يبدو أنها لم تصل بعد.