قرأت بالأمس رسالة مفادها أننا نقيّم سياقة الآخرين بناء على سياقتنا، فنرى الأسرع منا مجنون والأبطأ متخلف، ولكن السياقة لا تتوقف عند السرعة والبطئ، إنما جميع التحركات التي يقوم بها السائق منذ تشغيل السيارة، ولمعرفة من هو أفضل سائق، يجب معرفة نقاط التقييم.
أهم خطوة يقوم بها السائق حين يركب سيارته، هي تشغيل السيارة لتشغيل المكيف والانتظار حتى يبرد المقود، ثم يهتم بسلامته الشخصية بربط الحزام، ثم التأكد من الرؤية في المرايا الجانبية والعلوية والتأكد من خلو الرؤية من زوايًا عمياء، ثم سياقة السيارة.
أما أهم نقطة في تقييم السياقة هي السرعة، ويحدد السرعة الصحيحة عاملان، أما الأول فهو ماذا يوجد أمام السيارة، فإن كانت هناك سيارة تواجه سيارة السائق، فعليه ترك مسافة آمنة، وأفضل ما يحدد هذه المسافة هو ارتياح الراكبين غير السائق، ولكن قد يرى السائق سيارة تتحرك أمامه ولكنه يريد الالتفاف لليمين، حينها لا تهم السيارة وذلك حسب وجهة السائق وهذا هو العامل الثاني.
وتكمن الكثير من المشاكل في الالتفاف لتغيير الطريق، تصور معي أنك تقف عند أشارة على طريق به ثلاث مسارات وأنت تريد الالتفاف لليسار إلى طريق به ثلاث مسارات أيضًا، والسيارة التي على يسارك لديها ذات الوجهة، والسيارة التي على يمينك والتي سدت الطريق المفتوح لليمين تريد الالتفاف لليسار أيضًا، ما يخطر في بالي أننا يمكن أن نلتف جميعًا في نفس الوقت، فتكون لفة السيارة اليسرى على مسار أقصر، وتكون سياراتك على مسار أطول ولكن بما يتيح للسيارة الثالثة مسارًا أيضًا، ولكن الواقع أن الجميع يريد المسار الأقصر ويضطر سائق أو اثنين أحيانًا للتباطؤ حتى يمر الثلاث، وأحيانًا تراهم جميعًا متجهين للرصيف، وحين يدركون ذلك قبيل الاصطدام به يعدلون المسار بما يسمح لهم بالمرور، وأفضل مكان لملاحظة هذا هو إشارة تقاطع الدائري مع شارع حمزة بن عبدالمطلب، وخصوصًا للقادمين من شارع حمزة ويلتفون لليسار ليسلكوا الدائري.
وهنالك العديد من الأخطاء التي ترى الكثير يقع فيها دون إدراك، مثل تغيير المسار المفاجئ، وأسوأ من هذا تغيير المسار ببطئ شديد يفقدك صوابك إن كنت خلف هذا السائق التعيس، أما الأسوأ على الإطلاق، استخدام نصف مسار لتجاوز أمر ما ثم العودة للمسار دون مراعاة للسيارات الأخرى وما قد يحدث في المسار الآخر، ولكن ما يدعو هذا السائق لاستخدام نصف المسار الآخر أخطاء أخرى مثل قدوم سيارة أخرى من الطريق الأيمن وتوقفها بعد تقديم جزء منها لمشاهدة السيارات القادمة بعد سد جزء من طريقهم، وهكذا تتراكم الأخطاء ليحدث حادث يومًا ما.
من أفضل سائق تعرفه؟ كنت أظن أنني أعرف أفضل سائق لكن سياقته تغيرت مؤخرًا ليصبح متهورًا قليلًا، حينها فقدت الثقة بسياقة الجميع، ولا ألومه حقًا فشوارع الرياض مليئة بالسائقين السيئين مثلي ومثلك ومثل السائق الذي تظن أنه الأفضل.