لعبة Civilization “الحضارة” – ذات الإصدارات العديدة – هي لعبة إلكترونية إستراتيجية يهدف اللاعب فيها إلى بناء حضارة تمتد من أوائل تاريخ الإنسان الحضاري إلى ما بعد عصرنا الحاضر، بدأ إصدار اللعبة على الحاسوب PC، ولكنها الآن متوفرة على أغلب أجهزة الألعاب بالإضافة إلى إصدارات خاصة بالهواتف، تكمن أهمية اللعبة في نظرتها لنشأة الحضارات وتطورها عبر العصور، وتطبيقها لتكون ضمن أفضل الألعاب الإلكترونية الإستراتيجية.
تبدأ اللعبة باختيار اللاعب لحضارة يقودها في العصور السحيقة، ولأهداف اللعبة فأنها تفترض أن جميع الحضارات بدأت من العصور السحيقة، في البداية يملك اللاعب وحدة مدنية تدعى Settler “المؤسس” وهي هدفها تأسيس المدن، ووحدة أخرى عسكرية بدائية ضعيفة في القتال وبطيئة الحركة، بعد تأسيس أول مدينة، تبدأ الحضارة بالازدهار.
يقود كل حضارة في اللعبة قائد تاريخي؛ مثلًا يقود الحضارة العربية صلاح الدين الأيوبي وفي أحد الإصدارات يقودها هارون الرشيد، وهذا تقدير للقادة العظام الذين قادوا العالم إلى ما توصلنا إليه من تطور، كما أن مرور التاريخ في اللعبة يقود اللاعب إلى إيجاد أشخاص خلدهم التاريخ أيضًا مثل العلماء والمهندسين والكتاب كإسحاق نيوتن، بالإضافة إلى أن اللاعب يتنافس مع الحضارات الأخرى لبناء عجائب الدنيا مثل الحدائق المعلقة والأهرامات، ومع كل اكتشاف علمي أو تطور حضاري تُظهر اللعبة لك مقولة عظيمة قالها أحدهم مثل مقولة Mark Twain مارك توين: “الكتابة سهلة، كل ما عليك فعله شطب الكلمات الخاطئة.”
كأي لعبة، تنتهي Civilization “الحضارة” بانتصار لاعب واحد أو حضارة واحدة. ولكن بخلاف الألعاب الأخرى، تنتهي اللعبة بأحد الانتصارات الخمسة؛ انتصار عسكري، أو انتصار ديني، أو انتصار ثقافي، أو انتصار علمي، أو انتصار بالنقاط. تنتصر الحضارة عسكريًا بالقضاء على جميع عواصم الحضارات الأخرى مع المحافظة على عاصمتها، ودينيًا بنشر دين الحضارة حتى ينتمي إليه نصف سكان كل حضارة، وثقافيًا يتم بجلب عدد من السياح الدوليين عن طريق الفنون والآثار، أما علميًا فبإرسال بعثة لاستيطان المريخ، وأخيرًا، الانتصار بالنقاط وهو الأطول في اللعبة والأقل إمتاعًا وأهمية حسب رأيي، حيث أنه يتطلب لعب أدوار اللعبة كاملة بدون أن تنتصر أي حضارة بالانتصارات الأربع الأخرى، وتنتصر أخيرًا الحضارة ذات النقاط الأعلى.
تتأثر العلاقات بين الحضارات بمجموعة من العوامل، منها التواجد العسكري، والتبادل التجاري، والتوجه السياسي والأخلاقي والاجتماعي. وتفيد العلاقات الجيدة في ارتفاع قيمة التبادل التجاري، وتضره العلاقات السيئة، كما أن العلاقات السيئة تؤدي إلى نشوب الحروب بين الحضارات، ومع تطور اللعبة فإن إشعال الحروب يضر العلاقات مع الحضارات المحايدة، لذلك تجد أن مع تقدم زمن اللعبة تقل الحروب بين الحضارات. كما أن لكل حضارة قيمًا تحسن علاقة اللاعب بتحقيقها، والعكس؛ مثل الحضارة المصرية القديمة التي تقدر الحضارة ذات الجيش القوي، أما الحضارة الألمانية تحتقر الحضارة التي لا تجابهها علميًا.
يستطيع اللاعب لعب لعبة Civilization 6 – وهي أحدث الإصدارات – بثمان مستويات صعوبة مختلفة. في المستويات الأسهل، يستطيع اللاعب تطوير حضارته إلى أقصى حدودها دون تخطيط هادف، أما في المستويات المتوسطة، فالانتصار يتطلب تحديد هدف منذ بداية اللعبة وإلا فإن ركب الانتصارات سيمضي بعيدًا، أما في المستويات الأصعب تصبح كل حركة قرار يقودك إلى الانتصار أو الهزيمة. هذه المستويات المختلفة بالإضافة إلى الخرائط المتعددة لعالم اللعبة تجعلها دائمة التجدد والإمتاع.
هذه العناصر وغيرها ما تجعل لعبة Civilization “الحضارة” بإصداراتها المتعددة صادحة في عالم الألعاب الإلكترونية، وفارقة بين الألعاب الإستراتيجية، فهي غنية بعالمها الحضاري العميق، ومثيرة بسباق الانتصارات المتعددة، فكل بداية لهذه اللعبة لَقصة جديدة لازدهار حضاري.