التصنيفات
العربية

دعني ألعب

كتب المقال/ عبدالله السياري
حرر المقال/ عمر السياري

مشهد يحاول المخرج به أن يشد انتباهك لنافذة مطلة على إحدى الطرق والنور يشع على الغرفة، تُقطع اللقطة بمقطع سينمائي داخل الغرفة ومدته لا تقل عن ربع ساعة، حسنًا، ماذا لو كنت تلعب هذا المشهد؟

عندما ترى نورًا مشعًا من نافذة في الأعلى سوف تبحث عن أقرب باب يوصلك إلى هذه الغرفة، فتصعد وترى أبوابًا مختلفة مغلقة تعطيك عمقًا حول هذا العالم الذي تعيش فيه، ثم تكتشف أن الأبواب لم توضع لمجرد توسيع أبعاد العالم لك، بل وضع المطور لك أداة او ميكانيكية لعب تستطيع فيها طرق أي باب لتسمع ردات فعل مختلفة وتفتح لك أبواب تستكشف فيها مكافأة مميزة لا يحصل  عليها من لم يحاول أن يتفاعل مع أبعاد هذا العالم الخيالي، طرق الباب تجربة قد تكون مملة او سطحية ولكن هي أفضل بكثير من وصولك لهدفك ليطرق الباب المخرج عنك.

التفاعل هو ما يميز الألعاب عن أعمال الترفيه الأخرى، فهي تعطي روحًا لهذه الأبعاد الخيالية، الألعاب هي غوص في عوالم عميقة فيها أنت حر لتكتشف أبعادها، ففي ألعاب الجيل الحديث اصبحت هذه الحرية لدى اللاعب أكثر من أي وقت مضى، اتجاهات واسعة وطرق مخفية وعالم أكبر لاستكشافه لكن ما يعيب هذه التجربة الحديثة هو مشهد سينمائي حينما تصل لهدفك المنشود، مشهد يزيل كل حرية الاختيار.

القصة هي أساس فئة من الألعاب الحديثة التي تُنتج بأعلى ميزانيات الصناعة، فهي سهلة التسويق وسهلة اللعب ولا يُحتاج منك إلا أن تضع يد التحكم الخاصة بك عندما تصل لهدفك لتشاهد أحداثًا أنت لست حرًا فيها ولا يمكنك التفاعل معها إلا عن طريق العين، رسالتي لذاك المطور في الشرق البعيد، لست ضد مشاهدك السينمائية عندما يوضع بطل اللعبة في مأزق خطير سوف يحدد مصير أشخاص وعوالم على المحك، لكن فقط دعني أختار أي طريق سوف أسلك، دعني ألعب.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s