أنتهينا في مقابلة: الهايكنق “المسير” مع عبدالرحمن – الجزء الثاني من المفارقة بين الهايكنق في السعودية ودول الهايكنق المتقدم مثل الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الحديث حول الهايكنق ما زال مستمرًا، ويبقى السؤال الأهم مطروحًا، هل الهايكنق هو الوسيلة الوحيدة لاستكشاف الطبيعة؟
أين تود ممارسة الهاينكق مستقبلًا؟
أفكر حاليًا في وجهتين أوربيتين وهما النرويج وسويسرا، وطبعًا أود الذهاب لها صيفًا، وكذلك أود الذهاب إلى آيسلندا حيث أنها تجربة طبيعية مختلفة جدًا، أما الوجهة التي أفكر فيها كثيرًا هي جزر الفارو، وهي دولة مستقلة مشهورة ببيوتها المسقوفة بالأعشاب الخضراء وبحيرة سورفاقسفاتن Sørvágsvatn المطلة على المحيط الأطلسي، ولك أن تتخيل بحيرة مطلة على محيط.
وماذا عن دولتي نيوزيلندا وأسكتلندا؟
لا أعرف كيف أصف لك نيوزيلندا وقد نسيت ذكرها آنفًا، ذهب إليها أحد أصدقائي البوليفيين وهو مصور، وقد التقط صورًا ظهرت فيها نيوزيلندا كالجنة، وتمتاز بتنوع طبيعتها التي تجد فيها المحيط والجبال والأنهار، وقد قرأت عنها الكثير وهي من أشهر دول الهايكنق المتطور، أما عن أسكتلندا فأعرف صديقًا درس فيها صيفًا وقد انبهر بها أشد الانبهار، وحسب ما أعرف فإنها مشابهة لإيرلندا، لكن طبيعة الأراضي هناك حسبما أتصور أنها جبلية محيطية غائمة دائمًا، وأنا لست من محبي هذه الأجواء التي دائمًا أتصورها داكنة بجبالها السوداء وغيومها الكثيفة التي تفقدك الإحساس بشدة اخضرارها ورياحها الشديدة.

يقودني هذا إلى السؤال الأهم: هل الهايكنق هو الوسيلة الوحيدة لاستكشاف الطبيعة؟
لا ليس الوحيد، لكنه الأسهل، والأنسب لأي بيئة حول البحار والجبال مثلًا، كما أنني أستطيع ممارسة الهايكنق على الدرب الترابي في وادي حنيفة ابتداءً من حي سلطانة حتى أقف في الدرعية، وهذا يدل على سهولته، في المقابل يوجد تجارب طبيعية مختلفة مثل سياحة الجزر على السفن الضخمة وخلافها.
إلى ماذا تحتاج لتمارس الهايكنق؟
أهم شيء هو الماء والمحافظة على مستوى عال من المياه في الجسم، خصوصًا مع ممارسة الهايكنق في أجوائنا الصحراوية التي تجفف أجسادنا، إضافة إلى وجبة غذائية خفيفة تمد الجسم بالطاقة والنشاط، وكذلك من المهم أن يبقى حمل الممارس خفيفًا قدر الإمكان، أما الأهم على الإطلاق هو ارتداء الحذاء المناسب، فإن ارتداء الأحذية غير المناسبة قد تسبب الإصابات أو على الأقل بعض الآلام البسيطة مثل ضربات الحصى، فأحذية الهايكنق العالية تحمي بإذن الله من الالتواءات.

تحدثنا عن مواضيع متعددة حول الهايكنق مثل الوجهات العالمية والمحلية، فهل لديك ما تود إضافة أيضًا؟
اكتشفت أن الجميع يحب الهايكنق ويتقبله، حتى أن من لا يحب ممارسة الرياضة إطلاقًا لو دعوته للهايكنق لمارسه معك، كما أن رحلاتنا البرية دائمًا ما يتخللها أوقات تجد الجميع يمشي لساعة وأكثر باستمتاع مطلق دون تجهيزات خاصة كارتداء ملابس محددة أو أحذية معينة، ولو أني أود لو استعد الجميع بلبس ملابس خفيفة يسهل ممارسة الهايكنق بها، وارتداء أحذية تناسب الأرضية هناك حيث لا يشعر الممارس لاحقًا بآلام مختلفة.
ورغم حب الجميع للهايكنق فإننا عرفناه من الغرب، حتى أنه لا يوجد له اسم بالعربية، وتعريف كلمة هايكنق في المعاجم الإنجليزية هو السير الطويل في الجبال والبراري، وأعتقد أن أفضل ترجمة له هي كلمة “المسير”.
وختامًا، أرى أننا لا يجب أن ننظر إلى الهايكنق “المسير” بمنظور رياضي بل من منظور بيئي، وبالتالي أرى أن الجهات الحكومية المسؤولة عن تطوير المسير في السعودية هي الجهات المعنية بالبيئة والسياحة.

وهكذا اختتمنا هذه المقابلة التي ناقشنا فيها الهايكنق “المسير” من جوانب عدة بدءًا بالتعريف به وانتهاءًا بنصائح للممارسة بأفضل السبل، وقد توصلنا في نهاية المقابلة إلى أن أفضل ترجمة لنشاط الهايكنق هي كلمة “المسير”، وقد استمعت مع عبدالرحمن في هذه المقابلة استمتاعًا جعلني أتحمس أكثر لإجراء العديد من المقابلات المثيرة الأخرى.
شكرًا عبدالرحمن.
تجدون هنا روابط الجزئين الأول الثاني: