العوامل الخفية لجلسة مقهى أفضل

لماذا تختار الجلوس في هذا المقهى وليس ذاك؟ قد يخطر في بالك مجموعة من الأسباب مثل القرب والسعر والطعم وهذه كلها أسباب دائمًا تؤخذ بعين الاعتبار من قبل إدارة المقاهي، لكن هناك عوامل خفية تجذب أو تطرد الزبائن دون إدراك من الإدارة.

التكييف

تطورت المقاهي حاليًا وتحديدًا في مدينة الرياض، فأصبحت تقدم مشروبات القهوة الباردة التي زاد الطلب عليها بشكل مهول خاصة في فصل الصيف شديد الحرارة، لكن أحد المقاهي التي زرتها مؤخرًا جعل طلب القهوة الباردة فيه غلطة، لأن درجة الحرارة داخل المقهى منخفضة تجلب النوم لولا شرب القهوة السوداء الحارة التي تجعلك تدرك أنك في المكان المناسب، خرجت من ذلك المقهى بعد أول زيارة لي، لأعود إليه بعد ساعة، والسر هو المكيف البارد، وفي ذلك المقهى فقط لا أنصح بطلب القهوة الباردة فلا صيف فيه.

ارتفاع الطاولة

زوار المقاهي عادة لا يأتون فرادى بل على الأقل اثنين بتبادلان أطراف الحديث، لذلك على مؤسس المقهى مراعاة ذلك بجعل ارتفاع الطاولة منخفض نسبيًا لكي يقترب الأصحاب من بعضهم دون إدراك فيكون حديثهم مسموع، أما المقاهي المخصصة للعمل أو الدراسة فعليها رفع الطاولة بما يتناسب مع استخدام الكمبيوتر أو القراءة والكتابة.

العامل السعودي

القهوة مشروب يطلبه المزاج لا الجهاز الهضمي، وحين تطلبه فأنت تريد أن تطلبه من شخص يفهمك بسهولة، لا شخصًا تبحث عن الكلمات لتتحدث معه فيتعكر المزاج الذي أحضرك، وهذا سهل بين أفراد المجتمع الواحد، بين السعودي والسعودي، وحين يتم استقبالك بـ “يا هلا وسهلا” مختلف عن استقبالك بـ “Good Morning” بلكنة آسيوية شرقية أو أن هذا مزاجي أنا لوحدي على الأقل والقهوة يطلبها المزاج.

هذه أبسط العوامل الخفية التي تجعل الجلسة في أي مقهى أفضل، وأظن أن هناك عواملًا خفية أعمق وأكثر، وحين تؤسس مقهى في المستقبل فكر بماذا تميز ذلك المقهى الذي تعود إليه باستمرار، أما بالتفكير الآن، فما العوامل الخفية برأيك؟