أبدأ بحمد الله الذي رزقنا بأول زخات المطر لهذا العام على مدينتي، مدينة الرياض، والحمدلله الذي رزقنا بأراضٍ واسعة ومتنوعة تقع حول الرياض وقربها لنتنزه فيها مع من نعز، والحمدلله الذي أنعم علينا برحلاتنا البرية التي نفرح بها حينها ونفرح لاحقًا بذكراها، وللبر آداب يجب علينا الإتيان بها ودوام المحافظة عليها ونشرها بيننا والتوعية بأهميتها.
نظافة المكان

نعرف تمامًا أهمية المحافظة على نظافة المكان في البر، وتبدأ عملية النظافة بتجهيز حاوية مخصصة للقمامة، قد تكون هذه الحاوية كيس الزبالة الأسود أو أحد أكياس مشتريات الرحلة، أو كرتون، أو حاوية مخصصة ومناسبة للرحلات البرية، وجمع الفضلات فيها أولًا بأول ليكون المكان دائمًا نظيفًا ولكي لا تصبح عملية التنظيف شاقة بتراكم الأوساخ، وقبل ترك المكان التأكد من ترك المكان كما كان أو أفضل مما كان، وجمع كل القاذورات في الحاوية المخصصة، وأخيرًا رمي هذه الحاوية في الأماكن المخصصة بالبلدية لجمع هذه النفايات، فبعض الناس يجمعها في حاوية ثم يترك الحاوية في مكانها والبعض الآخر يحرقها وهذا خطأ لما لهذه العملية من أضرار بيئية على المكان، كما أن النفايات البلاستيكية لا تتحلل بالاحتراق.
النار

الجلسة حول النار من عادات رحلات البر، وقد يقول البعض أنها ركن فلا رحلة بر دون نار وجلسة حولها، فهل لهذه النار آداب أيضًا؟ نعم، وأهم هذه الآداب عدم ترك النار مشتعلة ومغادرة المكان خصوصًا في حضرة الأطفال ومن يجهلون خطرها ويتهورون حولها، ومع أن هذا أمر معلوم لدى الكثيرين لكننا نرى كثيرًا نارًا مشتعلة غادر أهلها بلا نية للرجوع لها وهذا خطر كبير، ونحن هنا نتحدث عن آداب، لكن قوات الأمن البيئي حررت العقوبات وفرضت الغرامات لمن لا يتقيد بقوانين إشعال النار في البراري، وهذا بشكل أساسي لعدم نشوب الحرائق وللحفاظ على الغطاء النباتي.
تلوث الضوضاء

تلوث الضوضاء مصطلح نسمع عنه في المدن وخاصة المدن الصناعية، وهو ما يفر منه العديد من المتنزهين بحثًا عن الهدوء التام، لكن العديد من البراري الشهيرة أصبحت للأسف ملوثة ضوضائيًا، فلا ينعم إنسان فيها بالهدوء حتى في الليل، فيسمع أصوات السيارات المزعجة خصوصًا تلك السيارات التي تعمد أصحاب جعلها تعمل بهذا الصوت العالي، وأصوات الأغاني والأناشيد والبرامج المختلفة التي تصدح باستخدام سماعات تهدف إلى رفع الصوت والتي قد يستمتع بها صاحبها لكنها حتمًا تزعج من حوله من المتنزهين.
التفاعل الاجتماعي

هذا التفاعل ينقسم إلى قسمين، أولهمها هو التفاعل لهدف إحياء الجلسة والاستمتاع بها، وقد يكون ذلك بالأحاديث، أو بالألعاب كالبلوت، والمشاركة في الأنشطة المختلفة كالمسير مع الآخرين أو التصوير أو أي أمر يتشارك فيه أصحاب الرحلة للاستمتاع بها، أما النوع الثاني فهو بالعمل، بدأً بجلب الأغراض والمشاركة المالية فيها، وحملها من السيارات إلى محل الجلوس والعكس في نهاية الرحلة، تجهيز المحل بالفرشات والخيام إن توفرت، المشاركة في إعداد الأطعمة والمشروبات كالشاهي، والمشاركة في جمع الأواني وغسلها، مستوى التفاعل الاجتماعي يحدد مدى استمتاع الجميع برحلة البر، لذلك علينا جميعًا الحرص عليه.
هذه من آداب البر لكنها ليست حصرًا لها، وقد يرى القارئ آدابًا أخرى تستحق الذكر أكثر مما ذكره، مثل عدم إفساد الغطاء النباتي بمرور السيارات عليه، والمجال هنا المفتوح للمشاركة في الحديث عنها، لكن الأهم دائمًا هو ممارسة هذه الآداب والتذكير بها ونشرها، لنحظى جميعًا برحلات برية عديدة وممتعة بإذن الله.