الكتابة هي إجابة على سؤال أو على سلسلة من الأسئلة تقودنا إلى كتابة النص، والفرق بين الرواية والقصة القصيرة هو كثرة الأسئلة والإجابات، فلا يمكن للقارئ متابعة قراءة نص لا يجيب على سؤال في ذهنه، فكيف إذًا يستفيد الكاتب من هذا؟
أهمية السؤال
كل ما كان السؤال مهمًا بحد ذاته أو كل ما كان السؤال يهم عددًا كبيرًا من الناس كانت الإجابة تتناسب مع أهمية السؤال، إما بطول الإجابة، أو بالتفصيل فيها، أو بذكر الأمثلة والإيضاحات والأدلة على صحتها، والسؤال الأهم سيجيب عليه الكثير من الناس، فيجب على الكاتب أن يميّز إجابته عن إجابات الآخرين أو كتابتها لمن لم تصلهم إجابات الآخرين.
الإجابة حسب القارئ
مثلًا السؤال عن ماهية الماء، فإن كل علم يجيب على هذا السؤال بما يختص فيه وبما يفيده، فلا يهتم أخصائي التغذية بمعرفة أن الماء موصل شديد للكهرباء، وهكذا فإن الإجابة قد تكون عميقة بالتفاصيل حسب القارئ أو ترى جانبًا وتغفل عن آخر حسب القارئ أيضًا، وتختلف الإجابة باختلافات القراء الأخرى، وعلى الكاتب معرفة قرائه.
السؤال القائد
يزول اهتمام القارئ بالسؤال كلما طالت الإجابة، فأفضل الأسئلة إذًا هو ما يقود القارئ إلى سؤال آخر وهذا هو السؤال القائد، وبداية النص بالسؤال القائد الذي يتبعه عدد من الأسئلة المتفرعة أو المتسلسة هي الكتابة الأصح، فغالبًا ما تكون النصوص الطويلة هكذا ومنها المناهج الدراسية، فمثلًا منهج بعنوان “مقدمة المحاسبة” يبدأ بالسؤال القائد: ما هي المحاسبة؟ ثم تتالى الأسئلة إلى أن يصل الطالب إلى القوائم المالية ثم يتفرع في كل قائمة.
ويمكننا فرض هذه النظرية على القصص والأعمال الأدبية الأخرى والكتابة الإعلامية والإعلانية، وكذلك أنواع الكتابة الأخرى، والمهم حينها هو معرفة أن النص يجيب على سؤال ما، قد لا يكون السؤال مذكورًا في النص لكنه ورد في ذهن القارئ، وأن الإجابة تهم القارئ وتناسبه وتقوده إلى القراءة حتى النهاية.