تخيل أنك في الأربعين من عمرك ولم تحتج لمقاومة السمنة قط، لأن الحياة التي تحبها لا تجعل جسمك يخزن الدهون، تخيل أن الورقيات الخضراء ألذ ما تأكل، تخيل أنك لا تشتهي أن تشرب إلا الماء، تخيل أن تنام شبعانًا رويانًا أربعين سنة ووزنك لم يتجاوز السبعين قط، هذا الحلم لذيذ، “لذيذ” كانت أول ما خطر في بالي لوصف هذا الحلم.
يسمن الإنسان بعد ممارسة مجموعة من العادات التي تجعل جسمه يخزن الدهون ولا يحرقها، والإنسان بطبيعته يمارس العادات التي يحب، ولتنحف استشر مختصًا، أو اتبع ما اتبعه من تعرف، أو جرب أن تقلل مما تأكل أو تغير ما تأكل أو ألا تأكل على الإطلاق.
بعد تجربة العديد من الأنظمة الغذائية، ستصل أخيرًا إلى النظام الذي تشعر بارتياح له وترى النتائج به، فترى بعينك وزنك ينقص، وكثيرًا ما يقال لك “ناحف!” وستستمر على هذا، وفي كل يوم تُرهق فيه ستتذكر أن هذا نظام يصل بك إلى الوزن المنشود والجسد الممشوق، وهذه السعادة بالنتائج ستدفعك للمزيد والمزيد.
وبعد أشهر ستجد نفسك في يوم داكن تحاصرك عزيمتك التي خارت، فتهوّن على نفسك بيوم مفتوح تعود بعده غدًا، وسيدعونك الأحبة للموائد التي تحب فلا ترفضها حبًا لهم، فوليمة واحدة لا تضر، وستحن للماضي الغني بما تحب فتشذ عن نظامك الغذائي يومًا، لكنك ستجد أن العودة إليه غدًا أصعب، وبعد غدٍ تنساه.
ودون إدراك منك، ستضيق ملابسك، فقد عدت للحياة كما تحب، وستدرك بعد مرور العمر أنك لن تنحف حتى تغير كل عاداتك وتكرهها وتكره العودة لها، حينها لا تحزن، فالحرب ضد السمنة حرب حتى الممات، لا تخسرها حتى تموت دبًا، ولا تنتصر فيها حتى تكره ما تحب، وقد تظل طوال العمر تخوض حربك ضد السمنة، تخسر معركة وتكسب أخرى، وهذه دورة حياة الدب، فافخر بما تكسب منها، فلا يعلم ما تشقى إلا الله.