هل تذهب إلى المجمع التجاري أم إلى مطاعم المجمع ومقاهيه؟ الإجابة المنطقية أننا نذهب إلى المطاعم والمقاهي، لكن مع انتشار المجمعات والتطور في تصميمها، أصبح الفرد في الرياض يذهب إلى المجمع ثم يختار منه مأكله ومشربه، ففي أجواء الرياض الربيعية فإن التمشي في واجهة الرياض أو يوّوك يرد الروح كما يقال، والتمشي يصاحبه جلسة في قهوة أو وجبة في مطعم، وفي خضم المنافسة بين المجمعات الضخمة، نشأ ريفرووك صغيرًا لكنه مكتظ بالجماليات، ولذيذ بالخيارات.

اطلع ابن عمي يومًا ما على كتاب هندسي يشرح التصميم الأمثل للحدائق العامة والساحات، وذكر الكتاب أن الزوار يودون الجلوس، لكن الزوار أيضًا بشر أذكياء ومبدعون فلا حاجة للكراسي، سيجلس البشر على ما يجدونه مناسبًا للجلوس، وعلى هذا المبدأ تحتوي حدائق ريفرووك على صخور ضخمه يستخدمها الزوار والعاملين فيه للجلوس في وقت الراحة، إضافة إلى بناء جلسات حجرية أشبه بالكراسي حول النهر الصناعي، كما تم تصميم أحواض النخيل لتكون مرتفعة ومناسبة للجلوس، ولهذا فالزائر غير محصور على جلسات المقاهي والمطاعم، بل يمكنه الجلوس في الجلسات العامة والاستمتاع بالمكان.

أما أبرز ما يميز جلسات مطاعم ريفرووك ومقاهيه، الجلسات المفتوحة في الطابق الأرضي والأول، فرغم حرارة الجو في فصل الصيف إلّا أن هذه الجلسات مرغوبة ويشغلها العديد من الزوار، وذلك للمناظر الأخّاذة التي يستمتع بها الجالس فيها، من نهر صغير ونخيل، وجلسات أخرى في الجانب المقابل يشغلها آخرون وتضاء ليلًا بإضاءات هادئة تسر الناظرين، وكثرة المطاعم والمقاهي ذات الجلسات الخارجية في مساحة صغيرة حولت الجو العام في ريفرووك من جو يعمه الهدوء والظلام، إلى جو مفعم بالحياة والحركة.
هل تذهب إلى ريفرووك أم إلى مطاعمه ومقاهيه؟


أما عن سؤالنا الأول، فإن زائر ريفرووك قد يذهب إلى المجمع ثم يختار مأكله ومشربه، أو يذهب إلى المطاعم والمقاهي ثم يتمتع بأجواء المجمع، ففي ليلة أتيت مع أصدقائي للاستمتاع ببيتزا 8Portions المختصة، واضطررنا حينها للانتظار حتى تجهز لنا طاولة، ولم يكن انتظارنا مملًا فقد قضينا بعضه بالتمشي في المجمع وبعضه الآخر بالجلوس مستمتعين، وبعد أكل البيتزا حديث الساعة والتي تستحق ما يقال عنها من مديح، فقد تلذذنا بأكواب سلاش من سلاشيز بردت علينا ليلنا وأنعشت أفواهنا، وفي يوم آخر اجتمعت عصرًا في ريفرووك مع صاحبين لا أراهما إلا مرة أو مرتين في السنة، وقد اجتمعنا أولًا في مطعم ذا تو، وبيننا أطباق مقبلات ثلاث كانت بطاطس مقلية ممزوجة ببصل ولحم مفروم، وطبق أجنحة دجاج بالسمسم مغطاة بصلصة حلوة، إضافة إلى طبق جمبري صغير، وطلب كلٌ منا برقر يأكلها لوحده، فلا يمكن مشاركة برقر بهذه اللذة، وقد كانت برقري تحتوي على شرائح لحم مقدد طري ولذيذ إضافة إلى لحم البرقر الأساسي، واستمرت أحاديثنا حتى بعد هذه الوجبة الدسمة، فأخذنا أحاديثنا معنا إلى جافاتايم، حيث الجلسات في مجلس واسع، وضوء الشمس يضيء المكان من خلال النوافذ الضخمة من كل جانب، لتجعل المكان مشرقًا لا يُمَل.


المجمع الصغير ريفرووك لم يكتفي بتصميمه العصري الجميل ليجذب الزوار، بل جمع بين عدة متاجر تجعل الزائر يقضي الساعات فيه مستمتعًا ومتحركًا، وأراهن أن تصميمه سيكون فكرة يقتدى بها في المجمعات التي ستتأسس لاحقًا في المستقبل.
3 replies on “ريفرووك – المجمع أم مطاعمه ومقاهيه؟”
لم يسبق لي زيارته ، لكن بعد ما رأيت و قرأت هذه التفاصيل في مدونتك استمتعت بكل شيء ذكرته ، شكراً لتوثيقك فا المكان حقاً لطيف و يستحق الزيارة ، لك تحياتي 👍🏼🌷🌷
إعجابإعجاب
حبيبي ان شاء الله تستمتع فيه، وما يكون التقرير مضلل، والحمدلله اعجبك التقرير.
إعجابإعجاب
ما يجي منك ضلال اخوي عمر ، كلك ذوق ، مدونتك مميزه دائماً و لها حضورها ، تمنياتي لك با التوفيق ، تحياتي لك اختك مي .. 😄
إعجابإعجاب